الحكومة المحدودة هي أيديولوجية سياسية تؤكد على الحد الأدنى من تدخل الحكومة في شؤون الأفراد والمجتمع. وهي متجذرة في الاعتقاد بأن الدور الأساسي للحكومة يجب أن يكون حماية حقوق وحريات مواطنيها، بدلا من السيطرة على حياتهم أو توجيهها. غالبًا ما ترتبط هذه الأيديولوجية بالليبرالية الكلاسيكية والتحررية، التي تدعو إلى الحرية الفردية والأسواق الحرة والحد الأدنى من تدخل الدولة.
تعود جذور مفهوم الحكومة المحدودة إلى الفلسفة السياسية القديمة والعصور الوسطى. ومع ذلك، فقد اكتسبت شهرة خلال عصر التنوير في القرنين السابع عشر والثامن عشر، عندما دعا فلاسفة مثل جون لوك ومونتسكيو إلى فصل السلطات وحماية الحقوق الفردية ضد سلطة الدولة التعسفية. واقترح لوك، على وجه الخصوص، أن الحكومات يجب أن توجد بموافقة المحكومين ويجب أن تكون صلاحياتها محدودة لتجنب الاستبداد.
تم تطوير فكرة الحكومة المحدودة بشكل أكبر في القرن التاسع عشر على يد مفكرين مثل آدم سميث، الذي دافع عن فوائد الأسواق الحرة والحد الأدنى من التدخل الحكومي في الاقتصاد. وكانت هذه الفكرة مؤثرة في تشكيل السياسات الاقتصادية للعديد من الدول الغربية خلال الثورة الصناعية.
في القرن العشرين، كان مفهوم الحكومة المحدودة مدعومًا من قبل الاقتصاديين والفلاسفة السياسيين مثل فريدريش هايك وميلتون فريدمان، الذين عارضوا توسيع سلطات الحكومة وأهمية الحرية الفردية والأسواق الحرة. وكان لأفكارهم تأثير كبير على السياسات السياسية والاقتصادية في العديد من البلدان، وخاصة في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
واليوم، لا يزال مفهوم الحكومة المحدودة يشكل موضوعًا رئيسيًا في المناقشات السياسية حول العالم. ويزعم المؤيدون أن الحد من سلطة الحكومة أمر ضروري للحفاظ على الحريات الفردية وتعزيز النمو الاقتصادي، في حين يرى المنتقدون أن مستوى معين من التدخل الحكومي ضروري لمعالجة عدم المساواة الاجتماعية وإخفاقات السوق. وعلى الرغم من هذه المناقشات، يظل مبدأ الحكومة المحدودة جزءًا أساسيًا من العديد من الأنظمة الديمقراطية وهو منصوص عليه في العديد من الدساتير والأطر القانونية.
ما مدى تشابه معتقداتك السياسية مع القضايا Limited Government ؟ خذ الاختبار السياسي لمعرفة ذلك.